الثلاثاء، 28 يوليو 2015


(6)ظاهر العمر في منطقة صفد-طبرية

بدأ  ظاهر العمر في توطيد سلطته في منطقة صفد-طبرية منذ أوائل الثلاثينيات من القرن الثامن عشر
بدا ظاهر يوسع حدود التزامه واخذ يخوض مواجهات مستمرة مع ولاة الشام, وزعامات ألإقطاع المحلي
استولى على طبريا و صفد وعكا ،وبعد استيلاء الأسرة الزيدانية على طبريا وصفد والناصرة والجليل  واحتلال عكا واتخاذها عاصمة للإمارة الزيدانيةتطلع القائد الشيخ ظاهر العمر إلى إخضاع بلاد حوران وعجلون في شمال الأردن  لسيطرة الإمارة الزيدانية في حوالي( 1759-1760) م ، ولأسباب جيوسياسية تتمثل في الموقع الدفاعي والاستراتيجي الحصين والإشراف على وادي الأردن ومنطقة الجليل غربا، والإشراف على منطقة لواء حوران شرقا  تم اختيار قرية تبنه كعاصمة إقليمية للدويلة الزيدانية الوليدة في شمال الأردن، وهكذا انفصلت منطقة الكورة عن مركز الولاية العثمانية في دمشق لتتبع إمارة الشيخ ظاهر العمر  الزيداني.

ففي عام 1722 خرج ظاهر العمر مع الشيخ محمد بن نافع شيخ صفد، على رأس قبائل بني صقر لمحاربة وإخضاع قبائل بني صخر في منطقة مرج بن عامر، فانتصر عليهم وأخضعهم لحكمه، ثم استمر في مهاجمة القبائل الأخرى إلى أن خضعت له كل القرى والقبائل البدوية في الجليل وامتد حكمه على كل شمال فلسطين. وفي سنوات الازدهار هذه ما بين 1722 و 1725، كانت قرية عرابة أشبه ما تكون بعاصمة الجليل ومركز الحكم فيه، فبنى فيها ظاهر العمر بيتاً للحُكم لا يزال قائما حتى الآن .


في عام 1725 جرى صراع على السلطة في مدينة طبريا بين الحاكم التركي للمدينة وبين الزعيم المحلي الشيخ محمد النصار. ولما طلب هذا الأخير مساعدة ظاهر، رحل ظاهر إلى طبريا على رأس جيشه البدوي، ولدى وصوله حطم السجون وأطلق سراح من فيها، ثم أرسل إلى وادي صيدا يطلب العفو منه ويعلمه أنه فعل ذلك لعقاب الحاكم التركي على أعماله الجائرة. فرضي عنه الوالي وعينه حاكماً على المدينة، فنقل ظاهر عائلته من عرابه إلى طبريا واستقر هناك وأخذ يبسط نفوذه على ما تبقى من المناطق المجاورة. 

في نهاية عام 1737 أخذ ظاهر العمر بالاعتداء على آل ماضي وآل جرار في منطقة نابلس، فجرّد والي دمشق سليمان باشا (وكانت نابلس في ولايته) حملة عليه، فهاجم طبريا وأسر أخاً لظاهر ثم أعدمه في دمشق. وارتاح ظاهر العمر قليلاً حين عُزِل سليمان باشا عن ولاية الشام عام 1738. ولكن في أيلول عام 1742 عُيِّن سليمان باشا ثانية على الشام، فخرج في حملة كبيرة ضد ظاهر اشترك فيها الأمير ملحم الشهابي من جبل لبنان وبدو بني صخر وبني صقر الذين اختلفوا مع ظاهر.في ذلك الوقت بسبب قوته وازدياد نفوذه .  حاصر سليمان باشا قلعة طبريا ثلاثة أشهر، ثم اضطر للانسحاب بسبب اقتراب موعد خروج قافلة الحج من بلاد الشام. 

بعد عودة قافلة الحج خرج سليمان باشا مرة أخرى ضد ظاهر بناءً على أوامر السلطان، فبدأ بمهاجمة قلعة دير حنا حيث تحصّن أخو ظاهر، ولكنه توفي في قرية لوبية قرب طبريا في آب سنة 1743، وخَلفه أسعد باشا الذي انتهج سياسة سلمية تجاه ظاهر. وكان هذا الأخير حريصاً على تحسين علاقته مع السلطان، فدفع أموال الميري بانتظام وحافظ على النظام والقانون في مناطق نفوذه. وكان ظاهر قد بدأ بعد نقل مركزه إلى عكا عام 1746 بتعيين أبنائه حكاماً من قِبَله، فأعطى طبريا لابنه الأكبر صليبي، وأعطى صفد لعلي، وشفاعمرو لعثمان، وصفوريه لسعيد، وجبل عجلون لأحمد وطمعاً  من ابنائه في زيادة نفوذهم ثار أبناء ظاهر على والدهم عام 1751 ولكن ثورتهم انتهت بالمصالحة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم بين اخوانكم في قبيلة الزيادنه ، ومشاركتكم موضع ترحيبنا وتقديرنا

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.